يُعد السرطان مشكلة صحية عالمية متزايدة، حيث قُدِّر عدد الحالات الجديدة عالميًا بـ 18.1 مليون حالة، وبلغ عدد الوفيات المرتبطة بالسرطان 9.6 مليون حالة في عام 2018 [1]. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العبء بنسبة تزيد عن 20% بحلول عام 2030 ليصل إلى 22 مليون حالة و11.7 مليون وفاة [2]. تتحمل البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل (LMICs) النصيب الأكبر من هذا العبء، حيث تمثل حوالي 80% من سنوات العمر المصححة بالإعاقة المفقودة بسبب السرطان، بينما لا يُنفق سوى 5% من الموارد العالمية على رعاية مرضى السرطان [3]. في السنوات الأخيرة، زاد الطلب على التصوير التشخيصي الدقيق، وفي الوقت المناسب، وسهل الوصول، مدفوعًا بتزايد عبء السرطان عالميًا [4].

يعتمد تشخيص الأورام غالبًا على تقنيات التصوير المتقدمة مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT scans)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، وتصوير الثدي الشعاعي (Mammograms). يلعب هذا التشخيص دورًا حاسمًا في الاكتشاف المبكر، وتحديد مراحل المرض، ومراقبة تقدم السرطان. ومع ذلك، فإن نقص أطباء الأشعة، لا سيما في المناطق النائية والمحرومة، يشكل تحديًا كبيرًا لتقديم الرعاية المثلى. وهنا يأتي دور “التشخيص عن بُعد” (Teleradiology)، وهو حل تقني يمكّن أطباء الأشعة من تفسير وإعداد تقارير عن الدراسات التصويرية عن بُعد [5,6].

يعمل تشخيص الأشعة عن بُعد وطب الأشعة الاتصالي على دمج تقنيات التصوير الحديثة، ونقل البيانات عالي السرعة، والذكاء الاصطناعي (AI) لإحداث ثورة في رعاية مرضى الأورام. يساعد هذا النهج في التغلب على الحواجز الجغرافية واللوجستية، مما يضمن التشخيص السريع والتدخل العلاجي، وبالتالي تحسين نتائج المرضى [4,7]. في هذا المقال، نستكشف السوق المتنامي للتشخيص عن بُعد، وأهميته في حالات الأورام، وإمكاناته في تحسين رعاية السرطان. كما نسلط الضوء على المساهمات الهامة لمنصة “رولوجي” (Rology)، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، في تسريع وتحسين التشخيص وتقليل التأخير في التقارير وضمان التدخل العلاجي في الوقت المناسب في المناطق المحرومة.

طب الأشعة الاتصالي ُيغيّر مشهد التصوير الطبي ورعاية السرطان عالميًا

أصبح تشخيص الأشعة عن بُعد عنصرًا رئيسيًا في سوق التصوير الطبي العالمي، حيث يُعزى نموه الكبير إلى قدرته على معالجة نقص أطباء الأشعة وتحسين الخدمات التشخيصية. تشير الدراسات الحديثة إلى تأثيره الحاسم، إذ أظهرت الاستشارات عن بُعد أنها تقوم بتحسين تشخيص السرطان في ما يصل إلى 62% من الحالات، مما يؤثر بشكل كبير على القرارات العلاجية في البيئات محدودة الموارد [8].

من المتوقع أن ينمو السوق العالمي للتشخيص عن بُعد بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 18.5% في عام 2024، مدفوعًا بالاعتماد المتزايد على حلول التصوير القائمة على الذكاء الاصطناعي، وارتفاع الطلب على الرعاية الصحية في المناطق النامية [9]. علاوة على ذلك، أثبت التشخيص عن بُعد فعاليته العالية في البيئات الطارئة، حيث بلغ متوسط وقت الاستجابة لإعداد تقارير التصوير بالموجات فوق الصوتية 35 دقيقة فقط حتى في أوقات الذروة [10].

في علم الأورام، يُحدث التشخيص عن بُعد تحولًا جذريًا عبر تمكين التشخيص عالي الجودة في المناطق المحرومة. على سبيل المثال، خلال جائحة كوفيد-19، أظهرت شبكات التشخيص عن بُعد مرونة وقدرة عالية على التكيف مع الزيادة الكبيرة في الطلب على تفسير الصور الشعاعية، بما في ذلك فحوصات مرضى الأورام [11]. علاوة على ذلك، عزز تكامله مع الذكاء الاصطناعي دقة التشخيص وكفاءته، مما أتاح الاكتشاف المبكر للأمراض وساهم في تقليل الأخطاء التشخيصية [12].

النمو السريع لسوق الذكاء الاصطناعي في الأورام

بلغت قيمة سوق الذكاء الاصطناعي في تخصص الأورام 2.80 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب 28.92% خلال الفترة من 2024 إلى 2030. يعزى هذا النمو إلى الارتفاع المتزايد في معدلات الإصابة بالسرطان، والتطورات التكنولوجية في تشخيص الأورام، والطلب المتزايد على الكشف المبكر والدقيق للسرطان [15].

دور التشخيص عن بُعد في علم الأورام

• الاكتشاف المبكر وتحسين التشخيص: يُعد الاكتشاف المبكر عنصرًا أساسيًا في رعاية مرضى السرطان، حيث يزيد بشكل كبير من معدلات البقاء على قيد الحياة. يضمن التشخيص عن بُعد توفر الخبرات المتخصصة لتفسير دراسات التصوير بدقة، حتى في المناطق النائية. على سبيل المثال، أثبتت وحدات تصوير الثدي المتنقلة المجهزة بأنظمة التشخيص عن بُعد فعاليتها الكبيرة، حيث ساعدت إحدى المبادرات في الهند على تقليل وقت إصدار التشخيص إلى متوسط 12 ساعة لاكتشاف سرطان الثدي [13].

• الفحوصات الدورية والمراقبة الطولية: تتطلب رعاية مرضى الأورام فحوصات متكررة لتقييم استجابة العلاج والكشف عن أي ارتداد للمرض [14]. يتيح التشخيص عن بُعد إجراء مقارنات في الوقت الفعلي مع الفحوصات السابقة، مما يضمن مراقبة دقيقة بمرور الوقت. تعمل المنصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل “رولوجي” على تعزيز هذه العملية عبر تحديد التغيرات الطفيفة في حجم الورم أو شكله، والتي قد لا يتم رصدها عبر التفسير اليدوي.

• تحسين تدفق العمل وخفض التكاليف: تُحسن منصات التشخيص عن بُعد دقة التشخيص وتُبسّط تدفق العمل من خلال إعطاء الأولوية للحالات العاجلة وتقليل التدخلات غير الضرورية. كشفت إحدى الدراسات أن التشخيص عن بُعد أدى إلى انخفاض بنسبة 72% في العمليات الجراحية الاستكشافية، وانخفاض بنسبة 62% في التدخلات الجراحية فى مجال جراحة العظام، مما يتيح إدارة طبية أو جراحية أكثر تحفظًا ويؤكد دوره في تقديم رعاية فعالة من حيث التكلفة لمرضى السرطان [8].

كيف نجحت رولوجي في إحداث تحولات جذرية في تشخيص وعلاج الأورام؟

تُعد رولوجي رائدةً في مجال طب الأشعة الاتصالي، حيث توفر حلاً شاملاً ودقيقًا لتشخيص الأورام بسرعة وكفاءة. وقد أدى دمج تقنيات رولوجي المتطورة إلى تحسين تدفقات العمل التشخيصية بشكل ملحوظ من خلال:

• تحسين تدفق العمل في طب الأورام: توفر منصة رولوجي إمكانية ترتيب وتنظيم الأولويات الطبية للحالات الحرجة والعاجلة، مثل حالات طوارئ الأورام، مما يضمن استجابة أسرع وتقليل تأخيرات التشخيص، وهو أمر بالغ الأهمية للحالات السرطانية التي تتطلب تدخلاً فوريًا.
• أطباء أشعة متخصصون في الأورام: يتم مطابقة فحوصات الأورام بأفضل أطباء الأشعة المتخصصين وذوي الخبرة العالية في هذا المجال، مما يضمن تشخيصًا أكثر دقة وسرعة، وبالتالي تحسين فرص العلاج والتدخل المبكر.
• مقارنة شاملة لسجل فحوصات الأورام: تتيح منصة رولوجي للأطباء مقارنة الفحوصات السابقة والحالية للمرضى، مما يساعد على تتبع تطور الأورام، تقييم استجابة العلاج، واكتشاف التغيرات الطفيفة بمرور الوقت. يسهم هذا التحليل والمقارنة في تحقيق تشخيص أكثر دقة واتخاذ قرارات علاجية مدروسة.
• الاكتشاف المبكر للأورام باستخدام الذكاء الاصطناعي: يدعم الذكاء الاصطناعي من رولوجي اكتشاف العقيدات الرئوية بحجم يصل إلى 5 ملم، وهو ما قد يستغرق 1-2 دقيقة لاكتشافه يدويًا، وقد يتم تفويته في بعض الحالات. يعزز هذا التشخيص التلقائي معدلات الاكتشاف المبكر لسرطان الرئة، مما يسهم في تحسين فرص العلاج والنجاة.
• شراكات استراتيجية لتعزيز تشخيص الأورام: تعاونت رولوجي مع أسترازينيكا للتركيز على التشخيص المبكر لسرطان الرئة. يسلط هذا التعاون الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الفحوصات المبكرة لمكافحة الأورام، مما يسهم في تحسين معدلات الشفاء وتقليل التكاليف الطبية، وتحقيق نقلة نوعية في رعاية مرضى السرطان.

دراسات الحالة

في أحد مستشفيات الأورام في المناطق غير المخدومة، ساهمت رولوجي في إحداث نقلة نوعية في تدفق العمل التشخيصي، حيث عالجت مشكلة التأخير والاعتماد على إجراءات تقليدية غير فعالة.

في السابق، كانت المستشفى تعتمد على نقل صور الرنين المغناطيسي يدويًا إلى محركات أقراص خارجية أو فلاشات USB، والتي كانت تُرسل لاحقًا إلى استشاريي الأشعة الخارجيين للتفسير. كما كان المستشفى يعتمد على أطباء أشعة يسافرون من مدن أخرى، مما تسبب في تأخير التشخيص وضعف جودة التقارير، الأمر الذي انعكس سلبًا على رعاية المرضى.

بفضل خدمات التلي راديولوجي المدعومة بالذكاء الاصطناعي على مدار الساعة، أحدثت رولوجي تحولات في العمليات التشخيصية لقسم الأشعة بالمستشفى، مما أدى إلى تقليل أوقات الانتظار بشكل كبير وتحسين دقة التشخيص، مما يضمن رعاية أسرع وأكثر كفاءة لمرضى السرطان، حيث حققت رولوجي بالتعاون مع المستشفى:

✅ زيادة معدلات الاستفادة من أجهزة الأشعة بنسبة 108% بين عامي 2020-2024 بفضل تدفقات العمل المحسّنة.

✅ تقليل وقت إصدار تقارير الطوارئ من 7-10 أيام إلى 60-90 دقيقة.

✅ تحسين وقت التشخيص القياسي ليُصبح ساعات محدودة بدلًا من 10 أيام.

✅ تحقيق معدل دقة وجودة طبية بلغ 99.92%.

✅الاكتشاف المبكر لحالات السرطان باستخدام الذكاء الاصطناعي.

✅ إتاحة مقارنة الدراسات السابقة والجديدة، مما مكّن أطباء الأشعة من اتخاذ قرارات علاجية أكثر دقة.

✅ تقليل التباينات التشخيصية عبر تقارير مراجعة الأقران المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

✅ تقديم حلول دفع مرنة وقابلة للتخصيص تتناسب مع أنظمة سداد المستشفيات.

✅ توفير دعم تقني شامل ودعم لخدمة العملاء على مدار الساعة لضمان استمرارية خدمات الأشعة دون انقطاع.

الخلاصة

يُعد التشخيص الطبي عن بُعد أداة تحولية في مجال الأورام، حيث يسهم في سد الفجوات المتعلقة بوصول المرضى إلى الرعاية الطبية المتخصصة، وتعزيز كفاءة التشخيص، وتحسين جودة الخدمات الصحية.

تُجسد رولوجي مثالًا عمليًا لكيفية تسخير الذكاء الاصطناعي في إحداث ثورة في تشخيص الأورام، مما يضمن نتائج دقيقة وسريعة تُحسن فرص العلاج والنجاة للمرضى عالميًا. لقد أثبت نجاح تكامل رولوجي مع مراكز الأورام العامة أن التشخيص عن بُعد ليس مجرد تقنية ناشئة، بل هو ضرورة حتمية في العصر الحديث. وبناءً على ذلك، يتعين على مقدمي الرعاية الصحية، خصوصًا في البيئات منخفضة الموارد، تبني الحلول الذكية القائمة على الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في تقليل التأخيرات التشخيصية، وتحسين جودة الرعاية، وإنقاذ المزيد من الأرواح.

إذا كانت منشأتك الصحية مهتمة بالاستفادة من التكنولوجيا وخدمات طب الأشعة الاتصالي المتطورة التي تقدمها رولوجي لتحسين سير العمل وتحسين دقة التشخيص، ندعوك لمعرفة المزيد والتواصل معنا عبر الموقع الإلكتروني لاستكشاف كيف يمكننا دعم احتياجاتك ومساعدتك على تحقيق التميز في خدمات الأشعة.