يشهد نظام الرعاية الصحية في كينيا تقدمًا ملحوظًا في تحسين الوصول إلى خدمات الأشعة والتصوير الطبى، خصوصًا مع التبني المتزايد للحلول المبتكرة مثل طب الأشعة عن بُعد (Teleradiology). يساعد هذا التطور في سد الفجوة في نظام الرعاية الصحية في المناطق الحضرية والريفية، مما يضمن حصول المرضى على التشخيص والعلاج في الوقت المناسب بغض النظر عن موقعهم الجغرافي. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة مثل النقص في عدد استشاريي الأشعة المتخصصين والمسافات الشاسعة التي يتعين على المرضى قطعها للوصول إلى مرافق الرعاية الصحية التي توفر خدمة تشخيص وتقارير الأشعة. هذه التحديات قد تؤدي إلى تأخير في الخطط العلاجية، خاصة في المناطق الريفية، حيث يعيش 72.5% من السكان [1]. ومع ذلك، بفضل حلول مبتكرة مثل منصة رولوجي لطب الأشعة عن بُعد، فإن مستقبل قطاع الأشعة المتاحة في كينيا يبدو مشرقًا.

توسع خدمات الأشعة في كينيا

تسعى كينيا بسرعة لترسيخ مكانتها كمركز متنامٍ للرعاية الصحية في شرق إفريقيا، وذلك بفضل تحديث بنيتها التحتية الطبية وتقديم تقنيات تشخيصية متقدمة. خلال العقد الماضي، حدثت زيادة كبيرة في أجهزة الأشعة، بما في ذلك أجهزة التصوير المقطعي المحوسب (CT) وأجهزة تصوير الثدي الشعاعي (Mammography) وأجهزة التنظير الفلوري التألقي (Fluoroscopy). تسهم هذه التطورات في سد الفجوة الصحية في المنطقة، وتوفير خدمات طبية حديثة لشريحة أكبر من السكان [2]. وقد شهد عدد أجهزة الأشعة في كينيا نموًا كبيرًا، حيث زاد عدد الأجهزة لكل مليون نسمة بشكل ملحوظ. ويظهر هذا النمو بوضوح في كينيا التي شهدت زيادة كبيرة في عدد أجهزة الأشعة مقارنة بالدول المجاورة، وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية (WHO) في “الأطلس العالمي للأجهزة الطبية” [3].

الحاجة المتزايدة لطب الأشعة عن بُعد في كينيا

على المستوى العالمي، توجد فجوة هائلة في توافر خدمات الأشعة للسكان. تشير التقديرات إلى أن 50-67% من سكان العالم لا يمكنهم الوصول إلى خدمات الأشعة الأساسية، ومعظمهم يعيشون في المناطق الريفية بالدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط [4]. هذه الفجوات ناجمة عن عدة أسباب، بما في ذلك نقص العاملين في مجال الرعاية الصحية مثل أطباء الأشعة. أدى هذا النقص الحاد في العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى تقييد كبير في تحقيق الأهداف الإنمائية المتعلقة بالصحة [5]. تواجه حوالي 57 دولة، معظمها في إفريقيا وآسيا، أزمة حادة في هذا الإطار. تقدر منظمة الصحة العالمية (WHO) أن هناك حاجة إلى 2,360,000 مقدم رعاية صحية و 1,890,000 موظف دعم إداري لسد هذه الفجوة.

بالإضافة إلى ذلك، تواجه كينيا ومنطقة إفريقيا جنوب الصحراء نقصًا كبيرًا في المتخصصين الصحيين، حيث تضم 11% من سكان العالم، وتمثل حصتها 24% من عبء المرض العالمي، ولكن بالرغم من ذلك فتضم المنطقة 3% فقط من العاملين في مجال الرعاية الصحية على مستوى العالم [6]. من ناحية أخرى، يشكل نقص الكوادر المدربة جيدًا في مجال الأشعة في المراكز الطبية الكينية تحديًا كبيرًا. حيث تبلغ نسبة أطباء الأشعة إلى المرضى في كينيا حوالي طبيب واحد لـ 398,255 مواطن[7-8]. وفي المقابل، يبلغ معدل عدد أطباء الأشعة في أوروبا حوالي 13 طبيباً لكل 100,000 نسمة، لكن في المملكة المتحدة، ينخفض المعدل إلى 8.5 أخصائي لكل 100,000 نسمة[9].

هذا النقص الكبير يؤدي في كثير من الأحيان إلى ضغط كبير على العدد القليل من أطباء الأشعة، مما يتسبب في الإرهاق وزيادة حجم العمل وتأخير التشخيص، خاصة في المناطق الريفية والمناطق ذات الموارد المحدودة. هنا يبرز طب الأشعة عن بُعد كحل مهم لهذه المشكلة، حيث يسمح لأطباء الأشعة بتقديم التشخيص اللازم عن بُعد لمختلف فحوصات الأشعة. هذه التقنية تساعد في توزيع عبء العمل، مما يجعل خدمات الأشعة أكثر سهولة وتخفيف العبء على أطباء الأشعة العاملين في بيئات ذات طلب مرتفع. يمكن لطب الأشعة عن بُعد تقليل أوقات التسليم للتقارير بشكل كبير، مما يساعد المرضى في المناطق الريفية على الحصول على التشخيص بسرعة أكبر.

دور منصة رولوجى في سد الفجوات الصحية في كينيا

أكد “اتحاد الرعاية الصحية في كينيا” (Kenya Healthcare Federation) أن حوالي 20% من مرافق الرعاية الصحية في كينيا تقوم بتكامل وتبني حلول الطب عن بُعد، مما يجعل الطب عن بُعد واحدًا من أسرع القطاعات نموًا. توقع التقرير أن تتزايد نسبة تبني الطب عن بُعد بنسبة 30% خلال السنوات الخمس القادمة، وذلك بفضل تحسين البنية التحتية للإنترنت وزيادة الطلب على الخدمات التشخيصية عن بُعد [10].

هنا يأتي دور منصة رولوجى كمنصة لطب الأشعة عن بُعد، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والمعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، حيث تم تصميمها لسد الفجوة في خدمات الأشعة في كينيا، وتقدم حلاً مرنًا وقابلًا للتوسعة للمستشفيات والمراكز الصحية في جميع أنحاء كينيا. تربط المنصة بين استشاريي الأشعة المتخصصين والمرافق الصحية في الوقت الفعلي، مما يضمن حصول المرضى حتى في المناطق النائية على تقارير تشخيصية دقيقة في الوقت المناسب. هذا الحل ضروري بشكل خاص في كينيا، حيث يمكن للتشخيص السريع أن يؤثر بشكل كبير على نتائج المرضى في أمراض حرجة مثل السكتات الدماغية والسرطان والصدمات والأمراض المعدية.

• حلول مرنة وقابلة للتوسع: تكمن أهمية طب الأشعة عن بُعد في قابليته على توسعة الخدمة حسب الطلب، حيث يمكن تطبيق منصة رولوجى بسرعة في البيئات الصحية المختلفة، بدءًا من المراكز الصحية الريفية الصغيرة وحتى المستشفيات الكبرى في المناطق الحضرية. بفضل نظامها السحابي (cloud-based)، تأتي المنصة بدون تكلفة تصنيب، مما يجعلها حلاً ميسور التكلفة لدولة مثل كينيا التي غالبًا ما تكون ميزانيات الرعاية الصحية فيها ضيقة.
• تكامل سهل مع أنظمة المستشفيات لإدارة الفحوصات بكفاءة: تتكامل منصة رولوجى بسلاسة مع جميع أجهزة التصوير الطبي وأنظمة المستشفيات، مما يضمن تخزين جميع الفحوصات والوصول إليها ومراجعتها بسهولة ضمن بنية المستشفى التحتية. هذا التكامل بدون تكلفة يسمح لمقدمي الرعاية الصحية بالحفاظ على قاعدة بيانات شاملة لصور المرضى، مما يسهل على أطباء الأشعة الوصول إلى الفحوصات الحالية والسابقة. يعزز هذا التدفق الفعال للفحوصات التعاون بين مواقع وأقسام مختلفة ويحسن إدارة أحجام الفحوصات الكبيرة، مما يضمن تقديم رعاية تشخيصية عالية الجودة.

• وقت تسليم سريع للغاية: أحد الفوائد الأساسية لـ منصة رولوجى هو قدرتها على تقليل وقت التسليم لتقارير الأشعة. في كينيا، حيث قد ينتظر المرضى في المناطق النائية والمحرومة أيامًا أو أسابيع للحصول على نتائج الأشعة، تضمن منصة رولوجى تقديم التقارير في وقت استجابة سريع، مما يحسن الجدول الزمني العام للعلاج.

• كفاءة مدعومة بالذكاء الاصطناعي: توفر منصة رولوجى كفاءة تشخيصية بفضل دمج الذكاء الاصطناعي (AI) في تقنية طب الأشعة عن بعد، مما يعزز دقة التشخيص ويساعد أطباء الأشعة على إعطاء الأولوية للحالات الحرجة وتحسين سير العمل. في بيئات تفتقر إلى الموارد مثل كينيا، حيث غالبًا ما تعاني مرافق الرعاية الصحية من نقص في التخصصات الفرعية لطب الأشعة، يمكن لهذه الحلول أن تُحدث فرقًا كبيرًا في إدارة الطلب على قسم الأشعة وتقليل الإرهاق لأطباء الأشعة بالمستشفيات.

مستقبل طب الأشعة عن بُعد في كينيا

من المتوقع أن يُحدث طب الأشعة عن بُعد تحولًا كبيراً في الرعاية الصحية في كينيا، خاصة للفئات المحرومة من هذه الخدمات. تتمتع منصة رولوجى بإمكانية سد الفجوة بين خبراء الأشعة في كينيا وعدد المرضى المتزايد باستمرار في الطلب على الأشعة التشخيصية. من خلال تقديم خدمات الأشعة إلى جميع أنحاء كينيا، لا يعد طب الأشعة عن بُعد حلاً للتحديات الصحية الحالية فحسب، بل استثمارًا مهمًا في مستقبل نظام الرعاية الصحية في البلاد. وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته كينيا في زيادة قاعدة أجهزة الأشعة والبنية التحتية، إلا أنه لا يزال هناك فجوة كبيرة مقارنة بمعايير منظمة الصحة العالمية (WHO) الموصى بها. يمكن لكينيا تحسين نتائج الرعاية الصحية بشكل أكبر من خلال الاستمرار في الاستثمار في البنية التحتية للتصوير الطبي واعتماد حلول مثل طب الأشعة عن بُعد. مع حلول رولوجى المبتكرة، يبدو المستقبل أكثر إشراقًا للمرضى في جميع أنحاء البلاد، مما يضمن تشخيص أسرع، وتحسين نتائج العلاج، وتوفير رعاية صحية أكثر إنصافًا ومساواة، بخدمات صحية ذات مستوى عالمي.